تأثير استخدام الأجهزة التكنولوجية على أطفالنا الأعزاء
قارئتنا العزيزة…اليوم سنتكلم عن دور استخدام أجهزة وأدوات التكنولوجيا في حياة أبنائنا، وخاصة تحديد بعض التحديات والفوائد التي قد تواجه الوالدين والتي قد تفسر عدد من التساؤلات عن تصرف أو سلوك أبنائنا جراء استخدامهم للتكنولوجيا، سواء كانت ألعاب الڤيديو، iPad، iPhone، أو iPod أو غيرها من الأجهزة والأدوات اتكنولوجية.
نبدأ بذكر بعض الفوائد :
التعليم والتطوير:تقدم التكنولوجيا البرامج التي تساعد بإضافة التجارب المكملة للعملية التعليمية، كبرامج تعلم اللغة، البرامج الدراسية، برامج التطبيقات الفنية كالتصميم المرئي والصوتي. أيضًا بعض البرامج الرياضية التي تقيس مدى استهلاك السعرات الحرارية بشكل يومي أو مدى انضباط الجدول الغذائي اليومي.
أما التحديات
السلوك الاجتماعي والمهارات اللغويةالأجهزة التكنولوجية والألعاب مصممة بطريقة عالم منغلق! هذا العالم تكون فيه نتائج معروفة ومحددة، ويسعى الطفل للعب كي يفوز ضمن هذا العالم التخيلي والذي لايحمل وقائع الحياة الحقيقية.بانخراط الأبناء لساعات طويلة في هذه البيئة التي لاتعكس الواقع تؤدي إلى إبطاء عملية اكتسابهم للمهارات الاجتماعية! حيث يقل احتكاكهم بمن حولهم معظم الوقت فلا يكتسب الأبناء القدرة اللغوية العالية. وعند انغلاقهم على هذه الألعاب فقد يؤثر ذلك على الطفل بقلة الصبر! ألا وهي المهارة التي يتعلمها بالاحتكاك الواقعي مع العالم الخارجي، وقد تقل هذه المهارة في عالم الألعاب الإلكترونية حيث أنه يسهل عليه صنع القرار، ضغطة زر واحدة قد يفوز في اللعبة! ولكن هذا لايطبق في الحياة العملية اليومية حيث يحتاج إلى أن يكون أكثر صبرًا ليتعامل مع العوامل الواقعية من حوله.هذا أيضًا يؤثر جذريًا على قدرة الطفل في بناء وإدارة العلاقات مع من حوله!عالم الألعاب هو عالم مثالي وسهل، لايتضمن التعامل مع الناس أغلبية الوقت والذي يؤدي إلى وجود تحدي مستقبلي مع الطفل في قدرته على إنشاء وتطوير والمحافظة على العلاقات بشكل أفضل.الحل: أشركي أبناءك في الألعاب التي تتضمن نشاط اجتماعي، والتي قد تطور تواصلهم مع الآخرين، أشركيهم في نقاشات عائلية خلال اجتماع العائلة أو الأصدقاء على مائدة الطعام.
توليد الخوف لدى الطفل
دلت بعض الدراسات إلى أن بعض الأطفال قد تأثروا سلبيًا من بعض الألعاب!بعض الألعاب تضم تصاميم مزعجة للعبة ومتوحشة مما قد يؤثر على بعض الأطفال في سن مبكرة، وذلك قد يؤدي إلى ازدياد حالات الخوف والأرق ليلًا وعدم النوم بشكل منتظم.الحل: قيمي اللعبة أو التكنولوجيا قبل شرائها لطفلك، أنت أعلم بمستوى نضج أبنائك وما يناسبهم من الألعاب، وما قد يؤثر عليهم سلبيًا أو يترك أثر القلق أو الخوف لديهم.
توليد السلوك العدائي
في الفترة المبكرة من العمر، وباللعب ببعض الألعاب الإلكترونية التي تكون أقرب إلى الواقع مثل بعض الألعاب القتالية، وتتضمن القتل واستخدام الوسائل العنيفة…. ذلك قد يولد السلوك العنيف عند الطفل، وسيقوم بعض الأطفال بتقمص هذه الشخصية ويبحث عن الآلات الحادة والعنيفة ليمثل هذه الأحداث بعد وقت اللعبة.الحل: أيضًا هنا، قومي باختيار الألعاب التي لا تولد أثر العنف عند طفلك في هذه المرحلة المبكرة من العمر.
التوجه الصحي
الجلوس لفترات طويلة قد يزيد السمنة لأغلبية الأطفال ويقلل من حركة الدورة الدموية بشكل صحي وسليم، حيث يعتمد نشاطهم في اللعب أساسًا على الجلوس أو الوقوف في مكان واحد وهي ليست الحركة الطبيعية التي تساعد الجسم في بناء اللياقة العامة التي يحتاجها الطفل في ذلك السن وأيضًا بناء قدرته الجسدية التي سيستخدمها في مستقبله القريب.الحل: اجعلي فترة اللعب تتضمن نشاط حركي كتشجيعهم على الجري أو الاشتراك في ألعاب الدفاع عن النفس حيث تمدهم بالثقة بالنفس وبناء البنية الصحية التي قد تتعطل باللعب المتواصل أمام شاشة الألعاب.
ضعف التركيز
قد وجد في بعض المدارس في الولايات المتحدة الأمريكية ملاحظات المدرسين حول عدم تركيز الطلاب في الفصل الدراسي بالشكل السابق! أي أنه ضعف تركيز الطلاب مع الوقت…. فوجد أن عدد ساعات استخدام الطلاب للألعاب الإلكترونية تزيد عن ثلاث ساعات يوميًا! ومع مؤثرات اللعبة الكثيرة والمتواصلة… تبدأ الذاكرة بالضعف لحشدها بمؤثرات كثيرة وسريعة ومتواصلة وحيث قد لايذكر الطفل الكثير منها في وقت آخر.
الحل: خفضي وقت جلوسهم أمام الشاشة قدر الإمكان، ذلك يتم تدريجيًا بدمج بعض الألعاب الحركية الأخرى .. على سبيل المثال: إذا كانت فترة اللعب ٣ ساعات يوميًا… اجعلي نصفها أمام الشاشة مبدئيًا والجزء الآخر حركيًا، أو أشركيه في أنشطة أخرى كالذهاب لشراء بعض الأشياء.
ضعف السمع
يؤدي وضع بعض الأطفال للسماعات حول الأذن ورفع صوت الموسيقى بدرجة عالية إلى ضعف عملية السمع، وذلك التأثير قد لايتبين في عدد من الحالات في تلك اللحظة من الوقت، ولكن قد تمتد نتيجة ذلك من ١٥ إلى ٢٠ عامًا، أي قد تؤثر على حاسة السمع في وقت متأخر من العمر.
الحل: توجد سماعات من نوع حديث مصممة للأطفال وحيث لاتزيد موجاتها عن عدد معين يناسب أذن الطفل. أو أن توجهي طفلك لأن يستخدم الصوت بدرجة مناسبة.
التكنولوجيا الجديدة تساعد على تقدمنا، وإنتاجيتنا بشكل أفضل في حياتنا، وذلك يكون على أفضل وجه إذا وضعت عوامل الحماية كي نساعد أطفالنا الأعزاء بشكل أفضل كما نريد لهم.