اهمية الشعور الديني عند طفل مرحلة ما قبل المدرسة

يمثل الشعور الديني عند طفل ما قبل المدرسة دوراً مهماً فى حياته ، والتحكم في سلوكه ، ولا يمكن لأى باحث أن يهمل الأثر الكبير لهذا الشعور فى السلوك الشخصي ، والاجتماعي عند الراشد عامة ، والطفل خاصة إذ أنه يساعد على تنظيم دوافع الطفل ، ويعمل على توجيهه في تصرفاته خلال حياته اليومية واستكمال توافقه وتكيفه مع المجتمع تكيفاً سليماً.
والشعور الديني ليس شعوراً قائماً بذاته ، ولا انفعالات خاصة فريدة من نوعها ، وإنما هي انفعالات وعواطف تتبلور حول موضوعات الدين.
" فالحب الديني ليس إلا الحب العادي موجهاً إلى موضوع دينى هو الله ، وما الخوف الديني سوى الخوف الطبيعي بجميع مظاهره الخارجية وكل ما هنالك أن ما يثيره ليس موضوعاً طبيعياً كالذي يثيره شخص مخيف ، أو حيوان مفترس ، وإن ما يثيره هو العقاب الإلهي ، والرجفة الدينية لا تختلف في شئ عن الرجفة العادية التي تغزونا عندما نضل الطريق في غابة متوحشة مثلاً ، بيد أنها رجفة نتجت عن التفكير في علاقتنا بما هو إلهي ، وما يقال عن الانفعالات الدينية يقال كذلك عن الموضوع الديني والعقل الديني\"
وإذا علم أن الدين ليس عقائداً وطقوساً وعبادات وحسب ، ولكنه فعل ، وإرادة ، وممارسة تفيض حماساً ورغبة صادقة في الاتصال بالخالق ، والإيمان الصادق لا يخلو مطلقاُ من هذا الحماس والانفعال "كما أن الدين ليس عاطفة وحسب ، ولكن كل هذه (العناصر) مجتمعة (المعتقدات - الطقوس - الأعمال الظاهرة ، والباطنة) تشكل جوهر الدين والاتجاه الديني لدى الفرد.
وقد بين العديد من العلماء فى دراستهم إلى الشعور الديني عند الطفل ومن هذه الدراسات دراسة المليجى (1955 التي أسفرت عن أن النمو الديني لدى الطفل يتم بعدة خصائص هي : الواقعية، والشكلية ، والنفعية، و العنصر الاجتماعي ، وأن الشعور الديني عملية متصلة تهدف إلى تحقيق التوافق مع الطبيعة ، والإنسان والعالم ، دراسة ميللر MILLER (1976) وهى دراسة بعنوان "مراحل تطور تفكير الأطفال الأخلاقي ، والديني ، والعلاقة بينهما « وقد توصل الباحث إلى أن هناك علاقة واضحة بين مراحل النمو الخلقي ، وتطور التفكير الديني ، كما أن هناك علاقة بين مراحل النمو الخلقي ومراحل العمر المختلفة من ناحية ، وبين مراحل التفكير الديني ومراحل العمر الزمني من ناحية أخرى ، دراسة عواطف إبراهيم (1979) ومن أهم نتائجها أن التربية الروحية تنمى الشعور الديني في الطفولة المبكرة ، وتعد ركيزة لهذا النمو الديني في المراحل التالية وفى إقامة المجتمع المسلم ، ودراسة عبد الرحمن عيسوى (1980) التي توصل فيها إلى أن الغالبية العظمى لديهم اتجاهات دينية فى ارتياد أماكن العبادة ، ودراسة أراى لارى ويليام (1989) وهدفت الدراسة إلى دراسة العلاقة بين التربية الإدراكية للآباء والوعى الديني الداخلي للأطفال ، وقد توصلت إلى أن الأنشطة التربوية الإيمانية للأمهات ثبت أنها مؤشر ذو دلالة إحصائية للوعى الديني الداخلي ، ودراسة أحمد بنا (1992) التي كشفت عن أن هناك علاقة طردية بين طرق التربية الفنية في التعليم ، وبين تعزيز شعور الطفل الديني ودراسة فكرى وزير (1996) ومن أهم نتائجها أنه لا توجد فروق بين الذكور والإناث في كل المعرفة الدينية والعبادات ودرجة الوعى الديني وأرجع ذلك إلى أن أساليب التنشئة الدينية والخلقية لا تفرق بين ذكر وأنثى فى الأسرة المصرية ، فالوالدان يبغيان الخلق السليم فى أبنائهم.
وقد رأى سكينر SKINER أن الكائن البشرى يولد وهو يمتلك الاستعدادات للتكيف ، والتى تجعل النمو ممكناً نحو التدين أو نحو معارضة الدين . بينما يعتقد كل من ف. مرى و ر. مرى. F.MERRY AND R. MERRY أن الطفل منذ سن مبكرة يعى بطريقة غريزية وجود قوة عليا يلجأ إليها للحماية ، ولديه نحوها اتجاه غريزى فطرى نحو الاحترام والعبادة. أما عبد المنعم المليجى فيرى أن الشعور الدينى هو "عملية نمو متصلة غايتها تحقيق التوافق بمعناه الواسع " . أما عواطف إبراهيم فترى أن الشعور الدينى هو " نظام نفسى يتكون بتفاعل نزعات الطفل الفطرية والكامنة فى أعماقه مع عوامل البيئة المحيطة ، ويتطور ويتكامل هذا النظام مع تطور شخصية الطفل وتكاملها" .
ومن هذا المنطلق يكون الشعور الديني لدى الطفل هو ما يبنيه الطفل من تصورات عن الله والملائكة والجنة والنار . . . وما يكتسبه الطفل من مفاهيم وفضائل وقيم دينية تؤدى إلى أن يتعرف على الدين الإسلامي ، وعلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وبناء ضميره الديني ، والخلقي على أساس سليم