الطفل والغذاء الصحي

الطفل والغذاء الصحي


تعتبر مرحلة الطفولة من أكثر مراحل حياة الإنسان أهمية ، حيث أنّها الأساس في بناء صحّته الجسدية و العقلية ، وعليه فإنّ إهمال الأم لهذه الفترة الحسّاسة من حياة الطفل وتغذيته الصحيه بشكل خاص ، سوف تؤدي إلى مشاكل كثيرة ، على رأسها مشكلة تأخّر النمو ، حيث أن نمو الطفل سيكون بطيء بشكل واضح مقارنةً بالأطفال الذين يتبعون لنفس فئته العمرية ، ناهيك عن مشكلة ضعف مقاومة الطفل للإمراض ، إذ أنّها تزداد بشكل كبير نتيجة سوء التغذية ، و بالمقابل فإن تركيالأم على الطعام الصحي لطفلها في هذه المرحلة ، سوف يضمن بشكل مباشر وضع أُسس متينة لجسم قوي و صحة سليمة .
تختلف الأطعمة التي يحتاجها الطفل ، تبعاً لإختلاف فئته العمرية ، حيث أنّه في كل فترة من فترات حياته يكون جسمه الصغير بحاجة إلى نوع معين من العناصر الغذائية ، ومع كل مرة يجتاز فيها إحدى الفئات العمرية ، تتطوّر احتياجات جسمه لأنواع جديدة من هذه العناصر الغذائية ، لذلك ولكي نستطيع تصنيف العناصر الغذائية التي يحتاجها الطفل في كل فترة من فترات حياته ، قمنا بتقسيم الفئات العمرية كالتالي :

الأطفال الرضع من الفئة العمريه (0-6) شهور :يفضل لهذه الفئة العمرية الإلتزام بحليب الأم ، حيث أن الرضاعة الطبيعية للإطفال الرُضع ، توفر لهم احتياجاتهم الكاملة من العناصر الغذائية التي تحتاجها أجسامهم ، ودائماً ما يقوم الأطباء بتوصية الأمهات ، بالتبكير قدر الإمكان بإرضاع أطفالهن بعد الولادة مباشرة ، وذلك لتنشيط إفراز الأوكسيتوسين و الذي يسرع بشكل كبير في وقف النزيف و وقوع المشيمة ، وايضاً لزرع الحب و الطمأنينة بشكل أسرع بين الأم و الطفل ، ايضاً يُنصح بإلتزام الرضاعة الطبيعية للأطفال الرضع في هذه الفتره لحمايتهم من خطر العدوى ، وتعزيز مقاومتهم ضد الأمراض التي قد يتعرضون للإصابة بها ، خاصةً في هذا العمر المبكر ، وعلى رأس هذه الأمراض ، الأمراض الجرثومية التي قد تنتقل للأطفال الرُضع عن طريق زجاجات الحليب الغير معقمه ، او المياه الغير مغلية .
  • الأطفال من عمر ( 6-12) شهراً :تبدأ الأم بإعطاء طفلها أغذية تكميلية ، بجانب الإستمرار بالرضاعة الطبيعية بشكل أساسي ، حيث أن الطفل بدات تطرأ عليه تغييرات يتوجب على الأم الإستجابة لها ، وتطوير المستوى الغذائي لطفلها ، إذ يبدأ وعي الطفل بإزدياد نحو الطعام ، وانتباهه يُشَد نحو الأطباق و ملاعق الطعام ، و محاولاته تزداد في سحب يد الأُم أثناء محاولة إطعامه أو تناولها طعامها ، وفي هذه الفترة يجب على الأم الإهتمام بالأطعمة التي تحتوي على عنصر الحديد ، مثل اللّحم المطهو جيّداً ، و الخضراوات المسلوقة أو المطهوة بشكل يسهل على الطفل بلعها ، و الفواكه الناضجة و المهروسة هرساً ناعماً ، أيضاً تستطيع الأُم إطعام طفلها من وجبات حبوب الأرز التي تحتوي على عنصر الحديد ، مع الحرص على إضافة الحليب قليل الدّسم إلى وجبات الطفل لزيادة القيمة الغذائية ، و توخي الحذر من إضافة الملح أو السّكر إلى وجبات الطفل ، حيث أن ّلها ضرر كبير على صحّته .
  • الأطفال فوق ال 12 شهراً :الآن نستطيع القول ، بأنّ الطفل بدأ يتخطى مرحلة الخطر ، حيث أصبح بإمكان الأم إطعامه من طعام الأُسره اليومي من الخبز ، و اللحوم ، و الفواكه ، و الخضراوات ، كما أصبح بإمكانه تناول الحليب و الألبان و مشتقاتها ، وكذلك البيض و الأسماك ، مع الحفاظ على الرضاعة الطبيعية ، حيث أنّ أفضل مدّة وصّى بها الدين الإسلامي للرضاعة ، هي مدة عامين كاملين ، وهذا ما أثبتت صحته و أهميّته الدّراسات العلمية على مدى أعوام متواصلة في موضوع التغذية الصحية للأطفال .
 

ما هي أسباب التأتأة عن الأطفال؟ وطرق علاجها؟


اسباب حدوث التلعثم او التأتأة لدى الاطفال وما هي انواعها؟ وهل هناك اساليب للتغلب على هذا التلعثم؟

للتلعثم اسباب عضوية، بيئية ونفسية على النحو التالي:

1 ـ الاسباب العضوية ونلاحظ وجودها من خلال:

ـ نظرية التداخل السمعي: ويكون خلف التأتأة خلل في الادراك السمعي، ويبدو في صورة تأخر وصول المعلومات المرتدة.

ـ نظرية اضطراب التوقيت: وهي نظرية تفسر الامر على ضوء التناول النفسي، وتشير الى حدوث تشوش في توقيت حركة اي عضلة، لها علاقة بالكلام مثل الشفتين والفك. وفي العموم يجب على الاهل ان يعرفوا، ان عوامل النطق الصحيح وسلامته تتطلب من الناحية العضوية:

ـ سلامة الاذن التي تستقبل الاصوات.

ـ سلامة الدماغ الذي يحلل الاصوات.

الأسباب البيئية

يكون تأثير البيئة في كثير من الاحيان اقوى واشد تأثيرا من الاسباب النفسية والعضوية، ويبدأ هذا التأثير بعد السنة الثانية من العمر، بالإضافة الى ان الضغط النفسي يساهم بشكل ما في اظهار تلك العلة، وفي بعض الاحيان نرى ان بعض الاهل يجبرون الطفل على الكلام، وهو ما يزال في سن الثانية او الثالثة من عمره، الامر الذي يسبب له اضطرابات في الكلام، كما ان بعض الآباء يأمرون اطفالهم بإعادة الكلمة التي قالوها بتلعثم، ويطلبون منهم التحدث ببطء، او يقولون للطفل كن حذرا. وفي اغلب الاحوال فإن هذه التعقيبات تجعل الاطفال قلقين، الامر الذي يؤدي الى تلعثمهم بشكل اكبر وهنا تتفاقم المشكلة، ونلاحظ في اوقات كثيرة ان بعض الاطفال يستمرون في استخدام لغتهم الطفولية بسبب الدلال وتشجيع الكبار لهم على هذه اللغة.

الأسباب النفسية

يعتبر الجدل العنيف او المستمر في الأسرة، مصدر قلق لكثير من الاطفال، مما يؤدي الى التوتر داخل الاسرة وبالتالي تلعثم الاطفال، ونلاحظ ان خوف الطفل من ان يبدو بطيئا او بليدا، وكذلك خوفه من انتقادات الآخرين يجعله يتوقع انه لن يتكلم بشكل جيد، ويشير بعض علماء التحليل النفسي، الى ان التأتأة عارض عصابي تكمن خلفه رغبات عدوانية مكبوتة، مما يعني ان التأتأة تأجيل مؤقت للعدوان، ويعتقد ان عدم تعبير الطفل عن مشاعر الغضب يعتبر سببا رئيسيا للتعلثم.

أنواعه

* ما هي انواع التلعثم او التأتأة عند الاطفال؟

توجد انواع عديدة من التلعثم تصيب الاطفال وتختلف باختلاف مراحلهم العمرية وهي:

* التلعثم النمائي: ويكون لدى الاطفال الذين تتراوح اعمارهم بين 2 ـ 4 سنوات ويستمر لعدة اشهر.

* التلعثم المعتدل: ويظهر في الفئة العمرية من 6 ـ 8 سنوات، ويمكن ان يستمر مع الطفل لمدة سنتين او ثلاث سنوات.

* التعلثم الدائم: ويظهر لدى الاطفال من عمر 3 ـ 8 سنوات، ويمكن ان يستمر معهم لفترة، الا اذا عولج بأسلوب فعال.

* التلعثم الثانوي: ومعه تبدو تكشيرة في الوجه، حركات الكتفين، تحريك الذراعين او الساقين ورمش العينين او تنفس غير منتظم.

العلاج

اساليب المعالجة للتغلب على تلعثم الاطفال؟

ـ في الغالب ان نسبة 50 إلى 80 في المائة من حالات تلعثم الاطفال، تتحسن تلقائيا من دون تدخل خارجي، ويلاحظ ان التحسن يكون اعلى لدى الاناث منه لدى الذكور.

و من المفيد جدا للاهل مراعاة ما يلي للتغلب على هذه المشكلة:

ـ ينبغي عدم اجبار الاطفال على تعلم الكلام، الا اذا كانوا يتقبلونه، فلا بد للام من الانتباه لضروة التكلم الدائم مع طفلها، وهي تريه وجهها وفمها وليست معرضة عنه، وعليها التحدث معه ببطء.

ـ من المفيد تعويد الطفل على الكلام البطيء مع الايقاع او الموسيقى، وذلك باستخدام اليدين او آلة موسيقية، وتعويد الطفل على القيام بعملية شهيق وزفير قبل كل جملة، فالتنفس يؤدي الى ابقاء الاوتار الصوتية مفتوحة.

ـ يمكن للأم تعويد طفلها على استخدام جهاز بندول الايقاع، الذي يساعد في التحدث بمصاحبة ضربات بطيئة للبندول.

ـ يعتبر خفض القلق تدريجيا عند الطفل، بتجنب ابداء التعليقات عليه حول تلعثمه، مع تقديم المزيد من التقبل والاستحسان عندما ينطق بكلمة بشكل صحيح.

ـ يمكن للأهل استخدام اسلوب الترديد او الاقتفاء كعلاج سلوكي للمشكلة.

ـ على الأم محاولة تحسين الوضع النفسي للطفل، خاصة اذا كانت التأتأة قد اعقبت صدمات نفسية مثل «موت قريب او حادث».

ـ يجب على الاهل عدم ارغام الطفل على سرعة الاستجابة، بينما هو في حالة فزع او توتر نفسي او ارغامه على الصمت اذا كان يصرخ.

ـ في بعض الحالات يمكن اللجوء للتدخل الجراحي.

ـ يمكن اعطاء الطفل بعض العقاقير الطبية المفيدة تحت اشراف الاختصاصي.

ـ على الأهل تقوية عضلات النطق لدى الطفل، وذلك بجعله ينفخ الفقاقيع او البالونات.

ـ اخيرا.. من المهم في الوقت نفسه وقبل كل شيء الكشف على اذن الطفل وعلاج الاذن الوسطى اذا لزم الامر وتجنيب الاطفال الضجيج والاصوات العالية التي تخرب السمع.
نتيجة بحث الصور عن ماهي المواضيع التي تخص الاطفال
التأتأة عند الأطفال؟


 

الاطفال ومواقع التواصل الاجتماعي

 
ينقسم علماء النفس والاجتماع إلى قسمين فيما يتعلق بمواقع التواصل الاجتماعي وآثارها على الأطفال والمراهقين، فبعضهم يعدد مزاياها التي لا تحصى والبعض الآخر يشير بإصبع الاتهام لكل ما تحمله من مخاطر على الطفل أو المراهق. الحقيقة أن هذه المواقع جيدة وبل ومفيدة بشرط أن ينتبه الأهل للأمور التالية:



- يتواصل الأطفال مع بعضهم ومع أقاربهم اجتماعياَ عبر الشبكة لأنها تقربهم رغم البعد، ولكن يجب أن لا يتعدى هذا التواصل على العلاقات الاجتماعية في كنف الأسرة وأن لا يحل الصديق مكان الأخ أو الأخت في البيت.
- على الأهل أن يكونوا أصدقاء لأولادهم على المواقع التي يشتركوا بها كي يراقبوا عن بعد الأصدقاء الآخرون ولكي يحموا الطفل من دخول أي شخص غريب في حياته بدون علمهم.
- من حق الطفل أن يكلم أصدقائه عبر كاميرا ولكن يجب أن يبقى الحاسب في هذه الحالة في غرفة الجلوس تجنباَ لأي خطأ محتمل من الطفل أو من شخص غريب قد يدخل على الخط.
المواقع الاجتماعية مفيدة ولكن محفوفة بالمخاطر، لذا على الأهل أن يشرحوا لأطفالهم كيفية استخدامها بطريقة مناسبة، فالأطفال وبحسهم الفضولي قد يتجاوزوا حدودهم بدون قصد وهنا يكون الحق على الأهل وليس على الطفل

حق الطفل في الاسلام





تشكل الأسرة المسلمة نواة المجتمع المسلم، ويعكس أطفالها الأخلاق والمبادئ التي يربون عليها، فوضح الإسلام حقوقًا لكل فرد، سواءً كان رجلًا مسنًا، امرأةً، أو طفلًا. يعد الإسلام أوّل من حرص على رعاية حقوق الإنسان جميعاً، كيف لا والإسلام منهج رحيم بالبشرية جمعاء من رب رحيم. كان للأطفال الحظ الوفير من الحقوق التي يجب أن يحظوا بها، ويتناول هذا المقال بعضًا من هذه الحقوق ومواقف أثبتت منا أكَّد عليه الإسلام.
الحق في اختيار الزوجة لزوجة صالحة، لتكون أمّاً صالحة، واختيار الزوجة رجلًا صالحًا، ليكون أبًا صالحًا.
إنّ من أوّل ما اعتنى به الإسلام، هو اختيار الوالدين الصالحين لأبنائهم، فمن هنا تنشأ أسرة حاضنة لأبناء صالحين يكبرون على طاعة الله والخلق الحسن، فلا تكون أمه امرأة سوء أو ذات خلق شين، ولا يكون والده رجل سوء أو ذا خلق شين، فقد قال رسولنا الكريم فيما ورد عنه في السنة الصحيحة: (تخيروا لنطفكم فإن النساء يلدن أشباه إخوانهن، أو أخواتهن). وقال أيضاَ موصيًا أهل الزوجة أن يزوجوها إذا جاءها رجل يرضون أخلاقه ودينه. وفيما قيل عن اختيار الزوجة، بالاكتراث أولًا وأخير لصاحبة الدين، لا ذات الجمال والحسب والمال. وحرص الإسلام أيضًا على الاغتراب في الزواج حتى لا يصيب الجنين ضرٌّ في بطن أمّه، وهذا ما أثبتته الدراسات في العلم الحديث.
حق الطفل الجنين في الحياة وهو في بطن أمّه، فحرّم الإجهاض عمدًا، ورعاية الحامل طيلة فترة حملها. وعدم تنفيذ أي حكم قضائي بالإعدام في حق الحامل حتى تتم حملها وتضع جنينها وتتم رضاعته التي حددها الإسلام.
حق الطفل الجنين في الميراث، فحضّ الإسلام على حفظ حق الجنين في الميراث، وألًا توّزع التركة حتى يعلم الأهل جنس الجنين.
حق الطفل في التسمية الحسنة، فاختيار الإسم المناسب للطفل وتجنّب الأسماء القبيحة والأسماء التي تأتي لصاحبها بالاستهزاء والإهانة نهى عنها الإسلام، حتى يعتز باسمه ولا ينقم على والديه الذين كانوا السبب في ذلك.
حق الطفل في التربية، فحق الطفل على والديه التربية الحسنة على أفضل الأخلاق، وآداب الإسلام الحنيف، وتعليمه آداب السلوك والتصرف مع الآخرين من أفراد أسرته والأصدقاء والمجتمع، حتى إذا ما كبر، كان رجلًا صالحًا ولا يجلب لأهله المهانة والمشاكل.
حق الطفل في الإسلام، أوجبت الشريعة الإسلامية أهل الطفل بالنفقة عليه سواء كان والده أو والدته، ويتضمن ذلك الإنفاق على رعايته الصحية وملبسه وطعامه وشرابه وشتى أنواع الاحتياجات التي يطلبها.
حق الطفل في التّعليم، حض الإسلام على تعليم الأبناء، سواء علوم القرآن ومختلف العلوم أيضًا، فطلب العلم كما ورد فريضة على كل مسلمة.
حق الطفل في الترفيه، وأقر ذلك عمر بن الخطاب عندما أمر بتعليم الأبناء الرماية والسباحة وركوب الخيل.
الإهتمام برعاية حقوق الأطفال أمر أساسي كان لابد من أن تتطرّق له الشريعة الإسلاميّة من باب الوجوب، فهذه البذرة ستنمو لتغدو شجرة تطرح ثمراً يعود نفعه على المجتمع الإسلامي ويعكس صورة الإسلام


 

اهمية الشعور الديني عند طفل مرحلة ما قبل المدرسة

يمثل الشعور الديني عند طفل ما قبل المدرسة دوراً مهماً فى حياته ، والتحكم في سلوكه ، ولا يمكن لأى باحث أن يهمل الأثر الكبير لهذا الشعور فى السلوك الشخصي ، والاجتماعي عند الراشد عامة ، والطفل خاصة إذ أنه يساعد على تنظيم دوافع الطفل ، ويعمل على توجيهه في تصرفاته خلال حياته اليومية واستكمال توافقه وتكيفه مع المجتمع تكيفاً سليماً.
والشعور الديني ليس شعوراً قائماً بذاته ، ولا انفعالات خاصة فريدة من نوعها ، وإنما هي انفعالات وعواطف تتبلور حول موضوعات الدين.
" فالحب الديني ليس إلا الحب العادي موجهاً إلى موضوع دينى هو الله ، وما الخوف الديني سوى الخوف الطبيعي بجميع مظاهره الخارجية وكل ما هنالك أن ما يثيره ليس موضوعاً طبيعياً كالذي يثيره شخص مخيف ، أو حيوان مفترس ، وإن ما يثيره هو العقاب الإلهي ، والرجفة الدينية لا تختلف في شئ عن الرجفة العادية التي تغزونا عندما نضل الطريق في غابة متوحشة مثلاً ، بيد أنها رجفة نتجت عن التفكير في علاقتنا بما هو إلهي ، وما يقال عن الانفعالات الدينية يقال كذلك عن الموضوع الديني والعقل الديني\"
وإذا علم أن الدين ليس عقائداً وطقوساً وعبادات وحسب ، ولكنه فعل ، وإرادة ، وممارسة تفيض حماساً ورغبة صادقة في الاتصال بالخالق ، والإيمان الصادق لا يخلو مطلقاُ من هذا الحماس والانفعال "كما أن الدين ليس عاطفة وحسب ، ولكن كل هذه (العناصر) مجتمعة (المعتقدات - الطقوس - الأعمال الظاهرة ، والباطنة) تشكل جوهر الدين والاتجاه الديني لدى الفرد.
وقد بين العديد من العلماء فى دراستهم إلى الشعور الديني عند الطفل ومن هذه الدراسات دراسة المليجى (1955 التي أسفرت عن أن النمو الديني لدى الطفل يتم بعدة خصائص هي : الواقعية، والشكلية ، والنفعية، و العنصر الاجتماعي ، وأن الشعور الديني عملية متصلة تهدف إلى تحقيق التوافق مع الطبيعة ، والإنسان والعالم ، دراسة ميللر MILLER (1976) وهى دراسة بعنوان "مراحل تطور تفكير الأطفال الأخلاقي ، والديني ، والعلاقة بينهما « وقد توصل الباحث إلى أن هناك علاقة واضحة بين مراحل النمو الخلقي ، وتطور التفكير الديني ، كما أن هناك علاقة بين مراحل النمو الخلقي ومراحل العمر المختلفة من ناحية ، وبين مراحل التفكير الديني ومراحل العمر الزمني من ناحية أخرى ، دراسة عواطف إبراهيم (1979) ومن أهم نتائجها أن التربية الروحية تنمى الشعور الديني في الطفولة المبكرة ، وتعد ركيزة لهذا النمو الديني في المراحل التالية وفى إقامة المجتمع المسلم ، ودراسة عبد الرحمن عيسوى (1980) التي توصل فيها إلى أن الغالبية العظمى لديهم اتجاهات دينية فى ارتياد أماكن العبادة ، ودراسة أراى لارى ويليام (1989) وهدفت الدراسة إلى دراسة العلاقة بين التربية الإدراكية للآباء والوعى الديني الداخلي للأطفال ، وقد توصلت إلى أن الأنشطة التربوية الإيمانية للأمهات ثبت أنها مؤشر ذو دلالة إحصائية للوعى الديني الداخلي ، ودراسة أحمد بنا (1992) التي كشفت عن أن هناك علاقة طردية بين طرق التربية الفنية في التعليم ، وبين تعزيز شعور الطفل الديني ودراسة فكرى وزير (1996) ومن أهم نتائجها أنه لا توجد فروق بين الذكور والإناث في كل المعرفة الدينية والعبادات ودرجة الوعى الديني وأرجع ذلك إلى أن أساليب التنشئة الدينية والخلقية لا تفرق بين ذكر وأنثى فى الأسرة المصرية ، فالوالدان يبغيان الخلق السليم فى أبنائهم.
وقد رأى سكينر SKINER أن الكائن البشرى يولد وهو يمتلك الاستعدادات للتكيف ، والتى تجعل النمو ممكناً نحو التدين أو نحو معارضة الدين . بينما يعتقد كل من ف. مرى و ر. مرى. F.MERRY AND R. MERRY أن الطفل منذ سن مبكرة يعى بطريقة غريزية وجود قوة عليا يلجأ إليها للحماية ، ولديه نحوها اتجاه غريزى فطرى نحو الاحترام والعبادة. أما عبد المنعم المليجى فيرى أن الشعور الدينى هو "عملية نمو متصلة غايتها تحقيق التوافق بمعناه الواسع " . أما عواطف إبراهيم فترى أن الشعور الدينى هو " نظام نفسى يتكون بتفاعل نزعات الطفل الفطرية والكامنة فى أعماقه مع عوامل البيئة المحيطة ، ويتطور ويتكامل هذا النظام مع تطور شخصية الطفل وتكاملها" .
ومن هذا المنطلق يكون الشعور الديني لدى الطفل هو ما يبنيه الطفل من تصورات عن الله والملائكة والجنة والنار . . . وما يكتسبه الطفل من مفاهيم وفضائل وقيم دينية تؤدى إلى أن يتعرف على الدين الإسلامي ، وعلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وبناء ضميره الديني ، والخلقي على أساس سليم

مالفرق بين أطفال ( الحاضر ) وأطفال ( الماضي ) ؟؟

في الماضي كانت البساطة سائدة في العلاقات والمعاملات سواء بين الأهل والأقارب أو الأصدقاء ولا تشوبها المفارقات الاجتماعية أو الانتهازيات المادية وبالخصوص بين الأصدقاء الصغار الذين غالبا ما تكون العلاقة بينهم مجبولة على الفطرة.

فأتذكر عندما كنّا صغاراً كنّا نلعب ونمرح سويا بألعاب شتى كرة قدم و(الغميمة) و(الحلول) بغض النظر هذا ابن مَن وهذا من أي جهة، فلا تباعدهم الأنساب ولا تشتتهم الجهات، ولا أوارق مادية تفصل بينهم!!

وكان الطفل بفطرته مطواعا، ويتخير الصديق المناسب الذي يمرح معه دون أي كلل أو ملل.

وبقينا بعد ذلك حتى تقدمت السنون ومضت الأيام، وبدأت الحياة تتغير شيئا فشيئا وبدأ الحاضر يمحو أيام الماضي الجميل وجاء الحاضر، حاضر التقنيات، وحاضر الاتصال، حاضر السرعة وتغيرت معه أيام الطفولة وأيام الذكريات، لنرى طفولة اليوم كيف تغيرت معها حتى ألعاب الماضي فبدل من الغميمة جاء (البلي ستيشن) وبدل من الحلول جاءت ألعاب الحاسب الآلي وظهرت الماديات حتى بين الأطفال أنفسهم.

ونحن هنا لا نذم استخدام الأجهزة الحديثة أبدا فاستغلال التقنية الحديثة أمر محبب ومطلوب ولكن مجرد مقارنة بين معيشة الأمس واليوم وكيفية أساليب الأطفال في التعامل معها.

والنقطة المهمة أن الألعاب سابقا لم يكن لها مؤثر خارجي يخشى على الأطفال منه بعكس اليوم في مسألة التلفاز والانترنت، وغيرها.

فكم كان الطفل في الماضي في مأمن مما يلهو به وكيف يخشى الأبوان عليه اليوم ..

بالاضافة لذلك وفي ظل التقدم العلمي والضوضاء التي نعيشها في الوقت الحاضر بمقارنة مع الحياة الهادئه البسيطة في الماضي نجد اطفال الحاضر حادي المزاج على الاغلب بينما كان اطفال الماضي اكثر هدوءا ... وايضا لا بد ايضا للأشارة الى طبيعة التغذية ودورها في نمو الاطفال وايضا تأثيرها على شخصياتهم فنجد في الماضي كانت التغذية افضل من حيث الخضار التي تنمو بشكل طبيعي دون اضافة الاسمدة الصناعية والهرمونات التي تؤثر سلبا على صحة الاطفال بالاضافة الى ما يتناوله الاطفال في الوقت الحاضر من السكاكر والشيبس الذي يحتوي على مواد حافظة وكل ذلك يؤثر سلبا على الصحة العامة للطفل ..

الانترنت والاطفال

الإنترنت في وقتنا الحاضر عنصر مهم وحيوي من عناصر الإعلام ومصادر المعلومات التي أصبحت في متناول الجميع، والأطفال بطبيعة الحال جزء من هذا المجتمع يتأثر بما هو موجود في بيئته، ومع توافر أجهزة الحاسب الآلي ومراكز الخدمات التي تقدم خدمة الدخول إلى عالم الإنترنت أصبح الإنترنت من الأمور التي يستعملها الكثير من الناس، والأطفال من ضمنهم بطبيعة الحال.
إن الاستفادة من الكم الهائل من المعلومات أعطى الإنترنت أهمية بالغة، وأصبح هدف البحث عن المعلومة والاستكشاف من الأمور التي يسعى لها الجميع بمن فيهم أطفالنا، فهل عالم الإنترنت عالم آمن لمن أبحر به؟ وهل قضاء الساعات الطوال في التجوال مفيد للأطفال؟ وهل هناك آثار نفسية سلبية على مستخدمي الإنترنت؟ وهل استخدام الأسماء المستعارة في مواقع الدردشة يوحي بشيء ما لصاحب ذلك الاسم؟ وكثير من التساؤلات التي تشغل بال الآباء والتربويين وأصحاب القرار في مختلف المواقع الذي يعنيهم هذا الأمر من بعيد أو قريب.
والآن بعد فترة الإبهار بما تقدمه الإنترنت لمستخدميها، بدأ العالم يتلمس مكامن القوة والضعف لمن يستخدم الإنترنت وخصوصًا الأطفال، وأصبحت الدول تسن القوانين الرادعة للحفاظ على مستخدمي الإنترنت من الاستغلال بأي شكل كان.
إن استخدام الإنترنت المتزايد عالميًا ربما بسبب الرضا النفسي الذي يوفره لمستخدميه، ويجعلهم أكثر التصاقًا به والذي يجعلهم يقضون الساعات الطويلة أمام أجهزة الكمبيوتر، وذلك لشعورهم بعدم الحرج الاجتماعي أو الضغط النفسي أثناء استخدامهم الإنترنت وحرية الدخول لغرفة الدردشة للحديث مع أي كان عن أي موضوع يريدون، أو حتى توجيه الأسئلة التي ربما تكون محرجة نوعًا ما وذلك لطبيعة الإنترنت إنها لا تطلب من مستخدميها الكشف عن هويتهم الحقيقية والذي يوفر غطاء لمستخدمي الإنترنت بحيث يجعله يتكلم ويناقش أي قضية مما يعطيه راحة نفسية من مشاركاته بدون أن يؤخذ عمره أو وضعه الاجتماعي أو حتى جنسه ذكرًا أو أنثى بالحسبان، وهذا يريح مستخدم الإنترنت ويعطيه هامشًا من الحرية هو بحاجة لها وهو يعجز عن الحصول على ذلك في الاستخدام العادي بالمواجهة مع الآخرين.
كما أن الإبحار في عالم الإنترنت يريح المستخدم بعدم كشف هويته للآخرين، إلا أنه يسبب مشكلات سلوكية عديدة من أهمها تعلم عادات سلوكية خاطئة بالجلوس أمام أجهزة الكمبيوتر لساعات طويلة مما يقلل من نشاط الفرد ويصرفه عن الحركة التي يحتاجها عادة في التنقل من مكان إلى آخر، وأيضًا يغلب على مستخدم الإنترنت الفردية والعزلة وعدم الاختلاط مع الآخرين مما يؤثر على طبيعة المشاركة الاجتماعية للفرد.
كما قد يتأثر مستخدم الإنترنت بشكل أو بآخر بطبيعة الرسائل الإعلامية والثقافية والدعائية التي يصادفها أثناء استخدامه للإنترنت، وهذا بطبيعة الحال سوف يؤثر عليه سلبًا أو إيجابًا بحسب تلك الرسائل وخلفية مرسليها، وهنا نجد أن الأطفال أكثر تأثرًا من غيرهم بما يشاهدونه في الإنترنت وربما يتبنى الطفل أمورًا غريبة عن مجتمعه ودينه وهويته ويصعب بعد ذلك التعامل مع الطفل إذا أصبح ذو هوية تختلف عن الهوية التي يراد له تبنيها بحكم طبيعة أهله وذويه ومجتمعه.
إن مستخدمي الإنترنت يلجؤون إلى عدم الكشف عن هويتهم الحقيقية كما ذكرنا سابقًا، وذلك باستعارة أسماء مختلفة يختبئون وراءها، وهذه الأسماء عادة يختارها الفرد لتعكس شيئًا خاصًا يحتفظ به لنفسه، فالبعض ربما يختبئ وراء أسماء تناقض طبيعته، فإذا كان جبانًا مثلاً يختار اسمًا يمثل الشجاعة، أو إذا كان ذكرًا ربما يختار اسمًا أنثويًا، أو ربما يختار اسمًا يؤكد على طبيعته أو صفة مميزة فيه؛ فإذا كان كريمًا ربما يختار اسمًا يدل على الزيادة في الكرم، أو إذا كان عاشقًا ربما يختار اسمًا يدل على شدة عشقه؛ وهكذا فالأسماء المستعارة تعطي مستخدم الإنترنت فرصة مجانية لإخفاء حقيقته والتمتع بحرية في تعامله بدون أي قيود أيًّا كانت ربما تعيق استخدامه للإنترنت.
الإنترنت بما تقدم ربما أصبح الآن شيئًا أساسيًا لدى البعض وثانويًا لدى البعض الآخر، لكن ما هو واضح بطبيعة الحال أن عالم الإنترنت أصبح له مكان في مجتمعنا الحالي شئنا أم أبينا ، فإذا كان الحال كذلك فكيف نتعامل مع أطفالنا إذا أرادوا استخدام الإنترنت؟
أطفالنا و استعمال الإنترنت
إن الأطفال يجدون في الإنترنت متعة وتشويقًا من خلال التراسل عن طريق البريد الإلكتروني، والتخاطب مع الآخرين باستخدام غرف التخاطب، وأيضًا يحب الأطفال الاستكشاف والبحث الذي يوفره الإنترنت بكل حرية وسهولة.
لكن هل استخدام الأطفال للإنترنت آمن؟ إن الإحصائيات تدلنا على أن هناك من 400 ألف إلى 2 مليون طفل يتم استغلالهم إباحيًا من خلال الإنترنت.
وأن هناك أكثر من 100 ألف موقع إباحي يدخله الأطفال، وأن هناك أكثر من 3900 موقع إباحي جديد يوميًا.
وأن الأطفال يصبحون من كثرة استعمالهم للإنترنت مدمنين على ذلك، وهذا يؤدي إلى تأخرهم دراسيًا لكثرة الوقت الذي يقضونه أمام الحاسب الآلي.
هل نمنع أم نرشد ؟
وبطبيعة الحال منع الأطفال من استخدام الإنترنت لا يحل شيئًا ويعد أمرًا صعبًا هذه الأيام؛ لأن الطفل أو الشاب يستطيع استخدام الإنترنت خارج المنزل مع أصدقائه أو في المقاهي المنتشرة أو في مدرسته إذا توفر له ذلك.
إذًا هل نسمح لأبنائنا باستخدام الإنترنت في عقر دارنا، أم نجعلهم يختلسون الفرص لاستخدامها بعيدًا عن أعيننا.
الإجابة على ذلك في ظني أن يستخدم أطفالي الإنترنت أمام عيني أفضل من أن يستخدموا الإنترنت خارج المنزل.
لكن الاستخدام المنزلي له ضوابط عدة، أولها أن أجعل جهاز الحاسب الآلي في مكان واضح في المنزل لكي يسهل معرفة من يستخدمه، وأن يتم تزويد جهاز الحاسب الآلي بفلاتر خاصة تمنع المواقع السيئة وغير المرغوب فيها من الظهور، كما أن الأب لابد أن يكون هو أو أي شخص عاقل في الأسرة ملمًا باستخدام الإنترنت حتى يراقب بين الفينة والأخرى الأماكن التي يرتادها أطفاله ويعرف عن كثب طبيعة استخدامهم للإنترنت، أيضًا لابد من فتح حوار متعدد مع أبنائه عن أضرار الإنترنت، وأن ينبه عليهم بعدم إعطاء أي بيانات شخصية عن طريق الإنترنت لأشخاص لا يعرفهم، وكذلك عدم مصادقة من لا يعرف، وعدم محاولة لقاء أشخاص تعرف عليهم عن طريق الإنترنت بدون علم أهله.
والأهم من هذا الأمر العمل على تثقيف الأطفال بحسن التعامل مع الإنترنت وطبيعة المخاطر التي ربما تواجههم أثناء استخدامهم للإنترنت، وجعل الرادع والرقيب ذاتيًا لدى أطفالنا من خلال إشعارهم بمخافة الله عز وجل، وأنه مطلع على ما يعملونه، وأنه كولي لأمرهم مهتم بمعرفة كل كبيرة وصغيرة أثناء استخدامهم للإنترنت.
لقد أصبح الإنترنت عنصرًا مهمًا علينا الاستفادة منه قدر الإمكان، وأن نعمل على توجيه أبنائنا للاستخدام الأمثل له لكي ينهلوا من الكم الهائل مما يوفره من معلومات وخبرات ووسائل اتصال سريعة، لكن مع الحرص على أن لا يكونوا وحدهم دون المشورة والمتابعة والتوجيه الأسري والمدرسي والمجتمعي.

وسائل الاعلام والطفل

لا شك في ان التطور الذي طرأ على البشرية ألقى بظلاله على جميع مرافق الحياة فيه إذ شمل جميع مفاصلها وتركيباتها خصوصا الاجتماعية منها حتى كاد لا يستثني شيئا منها ولا أحدا فيها. ولم تكن وسائل الإعلام بمنأى عن ما حدث إذ أنها أصبحت الوسيلة الفاعلة والمساهمة والمؤثرة في صياغة التطور الاجتماعي للشعوب حيث كان نصيب الأسرة بشكل عام والأطفال على وجه الخصوص كبيرا من ذلك التأثير. وتراجع دور القيم في تأثيرها على الأفراد لصالح الإعلام ووسائله فغابت او كادت أن تغيب عادات وتقاليد الأسر وعراقتها وتقلص دور الأسرة والمدرسة وأصبح كلاهما في قبضة الإعلام ووسائله..
وتأسيسا على حقيقة ان الأطفال عماد المستقبل ومنجم الفكركان يجب أن يكون لهم عناية خاصة ولعقولهم اهتمام بالغ..فالطفولة تعتبر من أهم مراحل البناء الفكري وأفضل المراحل العمرية لتعليم واكتساب المهارات، علمية كانت أو معرفية.. لما كان الأطفال بطبيعتهم لا يحبون الالتزام ويشدهم دوما اللهو واللعب والتسلية ويغلب عليهم طابع الفضول لأجل معرفة المزيد لذا يجدون ضالتهم في وسائل الإعلام كالتلفزيون والانترنيت كي يملأ عليهم فراغهم ويتناغما مع خصوصيتهم الأمر الذي سهل مهمة الإعلام في تأدية رسالته في ظل وجود متلق مستعد لاستلام هذه الرسائل فتمت قيادة مجتمعات بأسرها ابتداء بشريحة الأطفال ومرورا بالكهول فانتهاء بالأجداد وبما أن جهازي التلفزيون والانترنيت بشكل رئيسي هما احد أهم مفاصل هذه الوسائل بصفتهما الوسيلتان اللتان تقدمان الصورة والصوت ومزايا تكنولوجية أخرى كثيرة معا، فقد كانا أكثر هذه الوسائل مساهمة وأشدها تأثيرا على الأفراد خصوصا شريحة الأطفال منهم.
ويرى كثير من علماء الاجتماع أن تجارب الطفولة تعتبر بمثابة محدد أساسي من محددات السلوك البشري فالمعروف عن الطفل انه يتلقى المعلومة بسرعة ويتفاعل معها بسرعة .ان حصيلة ما يتلقفه الطفل من معلومات حتى سن بلوغه تفوق كل ما يتلقاه من علم ومعرفة طوال بقية عمره مهما امتد عشرات السنين لكن لوسائل الإعلام دائماً نوعين من الآثار، إيجابية وسلبية، ومن يدافعون عن آثار وسائل الإعلام الحديثة الإيجابية على شخصية الطفل يرون أنها تنمي الجانب الاجتماعي لدى الطفل بمشاركة الآخرين وتبادل أطراف الحديث معهم، وتصقل وجدانه وأحاسيسه وتدرب حواسه منذ صغره على الإصغاء والمتابعة والربط والتحليل، كما توسع خبرات الطفل كمصدر من مصادر المعرفة التي تمده بالقيم المعرفية والسلوكية وتنقل له الثقافة والمعرفة، وتنمي الملكات العقلية والفكرية لدى الطفل وتشبع لديه حب الاستطلاع من خلال البرامج الثقافية، بالإضافة إلى أنها تستثير الخيال الواسع للطفل وتفتح أمامه آفاقاً رحبة تنقله خارج حدود البيت والشارع والمدرسة والوطن، وتزوده بالخبرات والمهارات التي تدفعه إلى اتباع العادات الصحية في كافة مناحي سلوكه اليومي.
أما آثار وسائل الإعلام السلبية على الأطفال فتتجلى على الجانب الجسمي والعقلي فجلوسهم أمامها لساعات طويلة قد يهدد صحتهم البدنية والعقلية ويؤثر على حواسهم البصرية والسمعية ويحد من حركتهم، وهي تقتل وقتهم وتبعدهم عمن حولهم فتؤثر عليهم اجتماعياً وقد تؤدي إلى الشرود الذهني، واضطراب نظام حياتهم اليومية، ومن جهة أخرى تدفعهم إلى المحاكاة والتقليد والتحلل من القيم وتؤثر على لغتهم العربية ومفرداتهم اللغوية وقيمهم المجتمعية الأصيلة، وتؤثر على جانبهم النفسي بتنمية الميل لديهم للعنف والخوف والجريمة والجنس والانحراف، وتتدخل في توجهاتهم الثقافية وما يتلقونه من عقائد وأفكار وأخلاق، وتضعف الوازع الديني لديهم.
ويتجلى خطر وسائل الاتصال تربوياً حين تروج لأشكال من التربية الموازية التي تلحق ضررا بدور المؤسسات التربوية. فهي تشوش على عملية التربية التي تقوم بها المدارس والأسر ودور العبادة والمؤسسات التعليمية الأخرى. ورغم هذه الخصائص يبقى للأسرة أثر فعال في تشكيل التفاعل الواعي مع وسائل الإعلام عن طريق قيامها بالتربية الإعلامية للأطفال وإحساسها بالمسؤولية الاتصالية عن طريق تبني مواقف وأفعال تجاه ما تعرضه وسائل الإعلام التي قد تكون فردية أو جمعية وهذا ما يشكل الاتجاهات الفردية كما يشكل الرأي العام فلكل منا اتجاهاته وأفكاره التي ينفرد بها عن غيره من أفراد المجتمع الذي يعيش فيه وكذلك لكل منا اتجاهاته وفكره التي يشارك فيها غيره من أفراد هذا المجتمع والإعلام هو نشاط اتصالي بالجماهير العريقة تتوفر فيه أو يجب أن تتوفر فيه الموضوعية والصدق فيما ينقله من أخبار وحقائق ومعلومات، رغم أن مسألة الموضوعية والصدق تثير جدلاً كبيرا بين النظم السياسية وكذلك من وجهة نظر الخبراء والباحثين والدارسين لاسيما تأثيره على الأسرة والطفل.
لقد أحدث التطور الهائل في وسائل الإعلام لاسيما المرئي وظهور الانترنيت ثورة إعلامية واسعة التأثير والأبعاد وفتح الأبواب على مصراعيها أمام تطورات تكنولوجية كبيرة في حقل الاتصال والإعلام على حد سواء، كذلك أحدث طفرة كبيرة في الخيال الإنساني ووسع من مدياته المحدودة بالإعلام بحيث أصبح لا حدود لها ويرى علماء التربية أن الإعلام عملية تعليمية تقوم بها المؤسسات الاجتماعية المختلفة ويمكن أن تنقل بين الأفراد نقلاً مادياً كما تنقل الأشياء وتتم المشاركة في الأفكار والمهارات والعادات وما أشبه، نتيجة عملية تفاعل بين الأفراد عن طريق العمليات الإعلامية.
والمشكلة أن وسائل الإعلام قد تنوعت وتشعبت في السنوات الأخيرة مثل: الإنترنت والعاب الكمبيوتر والهاتف الخلوي الذي أصبح وسيلة إعلام خطيرة وأصبحت الرسائل الإلكترونية المتبادلة خلاله من أسرع وسائل الإعلام شيوعا لأنها تتخطى كل الحواجز، إن خطورة مراحل الطفولة وما يمكن أن يترتب عليها من نتائج خطيرة على تقدم المجتمع من عدمه كانت احد أهم بواعث الغوص في موضوع هذا الكتاب الذي نتمنى من الله أن نكون قد وفقنا في تقديم ما أمكننا لخدمة مجتمعنا العربي.

 

التدخل في مرحلة الطفولة المبكرة

التدخل في مرحلة الطفولة المبكرة هو عبارة عن نظام دعم أو مساعدة للأطفال ذوي الإعاقات أو من لديهم تأخر في النمو ولأسرهم.
وتتمثل مهمة التدخل في مرحلة الطفولة المبكرة في ضمان أن الأسر التي لديها أطفال تتراوح أعمارهم من سن الولادة إلى ثلاث سنوات، وقد تم تشخيص وجود لديهم إعاقات أو تأخر في النمو أو معرضون لخطر حقيقي من حدوث تأخر كبير، تتلقى الموارد والدعم التي تساعدهم في تحقيق أقصى قدر من تنمية أطفالهم مع احترام تنوع العائلات والمجتمعات ..


التدخل المبكر هو نظام للخدمات المنسقة والذي من شأنه أن يعزز من نمو وتطوير الطفل ويدعم الأسر خلال السنوات الأولى الحرجة. وفي الولايات المتحدة، فإن خدمات التدخل المبكر للأطفال المؤهلة وللعائلات مقررة فيدرالياً من خلال قانون أو وثيقة تعليم الأفراد ذوي الإعاقة. فابتداء من المشاركة ما بين الوالدين والمهنيين أو المختصين في هذه المرحلة المبكرة يساعد الطفل والأسرة والمجتمع بأسره.
خدمات التدخل المبكر التي تقدم ضمن سياق الأسرة يمكن أن:
  • تحسين كلاً من المكاسب التنموية والاجتماعية والتعليمية.
  • تقليل التكاليف المستقبلية المرتبطة بتوفير تعليم خاص والتأهيل واحتياجات الرعاية الصحية.
  • التقليل من مشاعر العزلة والتوتر والإحباط التي قد تواجه الأسرة.
  • المساعدة في تخفيف وتقليل السلوكيات عن طرق استخدام استراتيجيات السلوك الإيجابي والتدخلات.
  • مساعدة الأطفال ذوي الإعاقة على النمو حتى يصبحوا عناصر منتجة وأفراد مستقلة.
الأطفال في المراحل الأولية المعرضون لخطر الإعاقة يتلقوا المساعدة، وقبل ذلك تتلقى أسرهم الدعم نحو تنمية أطفالهم، كلما مرت بهم الحياة...

خدمات التدخل المبكر..

فيما يلي قائمة بما يمكن أن يوفره التدخل المبكر:
  • خدمات وأجهزة تكنولوجيا مساعدة- المعدات والخدمات التي يتم استخدامها لتحسين أو الحفاظ على قدرات الطفل في المشاركة في أنشطة مثل اللعب والتواصل والأكل أو التحرك.
  • السمع- تحديد وتوفير الخدمات للأطفال فاقدي السمع والوقاية من فقدان حاسة السمع.
  • تدريب الأسرة- الخدمات المقدمة من قبل موظفين مؤهلين لمساعدة الأسرة في فهم الاحتياجات الخاصة للطفل وتعزيز نمو الطفل.
  • الخدمات الطبية- فقط لأغراض التشخيص أو التقييم.
  • خدمات التمريض- تقييم الحالة الصحية للطفل بغرض تقديم الرعاية التمريضية، وتوفير الرعاية التمريضية لمنع المشاكل الصحية، واستعادة وتحسين أدائها، وتعزيز الصحة المثلى والنمو. وهذا قد يتضمن تقديم الأدوية والعلاجات وغيرها من الإجراءات التي يحددها الطبيب المعتمد.
  • خدمات التغذية- الخدمات التي تساعد على تلبية الاحتياجات الغذائية للأطفال والتي تتضمن تحديد مهارات التغذية ومشاكل التغذية والعادات الغذائية وأفضلياتهم الغذائية.
  • العلاج المهني- الخدمات التي تتعلق بمهارات المساعدة الذاتية، والسلوك التكيفي واللعب والحسية والحركية والتطور الوضعي.
  • العلاج الطبيعي- الخدمات التي تمنع أو تقلل من صعوبات الحركة والمشاكل الوظيفية ذات الصلة.
  • الخدمات النفسية- إدارة وتفسير الاختبارات النفسية والمعلومات حول سلوك الطفل والظروف الأسرية المتعلقة بالتعلم والصحة العقلية والتطور وكذلك خدمات التنظيم بما في ذلك تقديم المشورة والتشاور وتدريب الوالدين وبرامج التعليم.
  • تنسيق الخدمات- شخص يعمل في شراكة مع الأسرة من خلال توفير المساعدات والخدمات التي تساعد الأسرة على التنسيق والحصول على حقوقهم في إطار برنامج التدخل المبكر والخدمات المتفق عليها في IFSP.
  • خدمات العمل الاجتماعي- إعداد تقييم لنقاط القوة الاجتماعية والعاطفية واحتياجات الطفل والأسرة، وتقديم الخدمات الفردية أو الجماعية من قبيل المشورة أو تدريب الأسرة.
  • التعليمات الخاصة- تشمل تصميم بيئات التعلم والأنشطة التي تعزز نمو الطفل، وتزويد العائلات بالمعلومات والمهارات والدعم لتعزيز وتحفيز نمو الطفل.
  • تقويم النطق واللغة- خدمات للأطفال ذوي التأخر في مهارات التواصل أو المهارات الحركية مثل ضعف العضلات حول الفم أو البلع.
  • خدمات الرؤية- التعرف على الأطفال الذين يعانون من اضطرابات بصرية أو تأخر وتقديم الخدمات والتدريب لهؤلاء الأطفال.[2]

تأثير إهمال الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة على النمو

يعد إهمال الطفل, أو تجاهله في الغالب, من أشهر نماذج سوء معاملة الأطفال.[1] وغالبية من يمارسون هذا النوع من العنف ضد الأطفال والإهمال يكون الوالدين نفسهما، حيث يشكل آباء الضحايا نسبة 79.4% من إجمالي من يمارسون العنف والإهمال ضد الأطفال، ومن بين هذه النسبة، هناك 61% يهملون أطفالهم تمامًا.[2] ويمكن أن يتسبب إهمال الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة في حدوث تأثيرات ضارة على النمو الجسدي والعاطفي والإدراكي يمكن أن تستمر حتى مرحلة البلوغ

تطور الصحة البدنية..

أظهرت البحوث أنه عند بلوغ الطفل ستة أعوام وكان قد تعرض لخبرات ضارة مثل الإهمال، فإن ذلك يزيد من احتمالات تدهور صحته البدنية ككل بنسبة الضعف.[3] ويمكن أن تكون الصحة البدنية للرضع ضعيفة إذا تعرضوا للإهمال حتى من قبل الولادة، فالطفل المحروم من احتياجاته الأساسية مثل رعاية ما قبل الولادة يكون عرضة لخطر الولادة المبكرة أو مضاعفات أثناء الولادة.
من النتائج الشائعة للإهمال الطبي هي عدم القدرة على النمو لدى حديثي الولادة والأطفال. وتنشأ هذه المشكلة عند حرمان الطفل من التغذية المناسبة أو العناية الطبية اللازمة للنمو البدني السليم والتطور.[4] ونتيجة لذلك، يُترك الطفل المهمل عرضة لاحتمال إصابته بإعاقات بدنية دائمة.

التطور الاجتماعي والعاطفي..

التعلق وتجنب العلاقات الحميمة...

يحتاج الطفل في مرحلة النمو إلى التغذية السليمة والحماية وتنظيم التعلق، حيث يعاني ما يقرب من 80% من الأطفال المهملين من أعراض اضطراب التعلق حيث يشعرون بعدم الأمان في تعلقهم بمن يقدمون لهم الرعاية نتيجة لنقص الاستجابة العاطفية من مقدمي الرعاية.[5] وسوف يؤدي هذا الاضطراب في التعلق بمقدمي الرعاية الأولية إلى تغير علاقات الأطفال المستقبلية مع أقرانهم؛ حيث يصبحون منعزلين عن الآخرين عاطفيًا وجسديًا مع انخفاض احتمال تكوين روابط عاطفية.[6] علاوةً على ذلك، فإنه نتيجة لما تعرضوا له من سوء معاملة في الماضي، يشعر الأطفال المهملون أن تكوين علاقات حميمة مع الآخرين يفقدهم السيطرة على حياتهم ويجعلهم أكثر عرضة للمخاطر.[7]

التحلل من القيود العاطفية...

يفتقر الأطفال الذين تعرضوا للإهمال إلى الحس العاطفي السليم، كما ينقصهم القدرة على فهم التعبيرات العاطفية للآخرين ويجدون صعوبة في التمييز بين المشاعر.[8] وعند التعرض لمهام حل المشكلات، يتسم رد فعل الأطفال الذين تعرضوا للإهمال بالغضب والإحباط ويكونون أقل حماسًا لاستكمال المهام الجديدة.[9] وكثيرًا ما يعاني هؤلاء الأطفال المهملون من ذكريات مؤلمة عن الماضي حيث كانوا يتحكمون في عواطفهم بكبتها.[7]

التطور النفسي...

يمكن أن يؤدي سوء المعاملة والإهمال في الطفولة إلى الإصابة بـاضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) والكآبة واضطرابات القلق في الحياة فيما بعد.[10][11] وعلى الرغم من أننا لا نرى الاكتئاب الشديد لدى الأطفال الصغار مقارنة بالبالغين إلا أنه لا يزال سائدًا لديهم.[12]

التطور الأكاديمي والمعرفي ...

أظهرت دراسات تصوير الأعصاب باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي أن البناء العقلي للطفل المهمل يتغير بشكل كبير، فقد تبين حدوث اضمحلال في حجم الدماغ الكلي للأطفال المهملين وتغيره بشكل ملحوظ مع تقلص منطقة الجسم الثفني وزيادة حجم نظام البطين مما يؤدي إلى الحد من النمو والتطور المعرفي.[13][14] وأظهرت المزيد من الدراسات أن الأطفال المهملين يعانون من ضعف تكامل النصفين الكرويين بالدماغ وتأخر في نمو منطقة القشرة المخية الجبهية التي تؤثر في المهارات الاجتماعية للطفل.[15]
وأشارت دراسات التقدم الأكاديمي للأطفال المهملين أنهم قد يعانون من تراجع أدائهم الأكاديمي، فالأطفال الذين تعرضوا للإهمال يكونون أكثر عرضة للإصابة بتشتت الانتباه وضعف التحصيل الأكاديمي.[16] فضلاً عن ذلك، فإن الإهمال في مرحلة الطفولة المبكرة يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع مستويات الإجهاد لدى الأطفال،[10] ويمكن أن تؤدى المستويات المرتفعة من الإجهاد إلى إفراز مستويات عليا من هرمون الكورتيزول مما يتسبب في تدمير الحُصين، الأمر الذي يمكن أن يؤثر على تعلم الطفل وذاكرته.[17]
أظهرت دراسة قامت بفحص التطور الحركي واللغوي والمعرفي لدى الأطفال المهملين أن نتائج مقاييس بايلي لتطور الرضع كانت أقل بشكل ملحوظ من الأطفال الذين لم يتعرضوا لسوء المعاملة،[9] وأظهر الأطفال الذين تعرضوا للإهمال ضعفًا في السيطرة الذاتية والافتقار إلى الإبداع في حل المشكلات.[9] وأصبحت الاختبارات المعيارية مشكلة تواجه الأطفال المهملين لضعف أدائهم العقلي وتحصيلهم الأكاديمي،[9] كما أن أداء الأطفال المهملين يكون أكثر ضعفًا في اختبارات مقياس الذكاء مقارنة بالأطفال الذين لم يتعرضوا لسوء المعاملة.[18] 


لمياء العتيبي